القيادة الاستراتيجية للامام الحسين عليه السلام

الدكتور حازم دوس العتابي

  • قبل سنوات كنت في زيارة مع مجموعة من زملائي الأطباء إلى روما عاصمة إيطاليا لحضور مؤتمر علمي هناك، قمنا خلالها بزيارة الفاتيكان مقر زعامة الكنيسة الكاثوليكية.

  • وخلال جولتنا فيه حضر وقت صلاة الظهر، وهممت بأدائها فيه، إلا أن أصحابي اعترضوا خشية منهم أن يعد ذلك تحديا لرمزية المكان.، ومع ممانعة أصحابي ارتأيت أن أنزوي في مكان ما وأؤدي صلاتي، وما إن أوشكت على السلام آخر الصلاة، حتى أحسست أن أحدا ما يقف بجانبي، أنهيت الصلاة، ثم التفتت، فرأيت أحد القساوسة، وهو يقف إلى جانبي فبادرني بالقول: (آمين. ثم سألني أنت مسلم شيعي؟.

  • قلت له نعم، ولكن كيف عرفت؟

  • فقال: من طريقة صلاتك، عرفت أنك شيعي.

  • ثم قال لي: تعال معي لأريك شيئا ما كنت تحلم أن تراه.

  • فتبعته حتى دخلنا مكتبة الفاتيكان، وفيها أعداد هائلة من الكتب والمخطوطات، فقال لي: تعال هنا إلى هذه الزاوية. فنظرت وإذا مئات الكتاب التي تتحدث عن الحسين عليه السلام.

  • فلما رأى استغرابي، قال لي: كنا نظن أن الإسلام لن تبق له باقية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لكن على النقيض من ذلك رأينا أن الإسلام ازداد انتشاره. من المعروف أن حملات التبشير تصرف أموالا طائلة لأجل جذب الناس إلى الدين الذي تدعو إليه.

  • لكن لما بحثنا وجدنا أن أقل طائفة تصرف أموالا على الدعوة إلى الإسلام كانت الطائفة الشيعية، ومع ذلك كانت أكثر الطوائف جذبا للناس، فعرفنا أن المحرك الأساس لهذه القوة الجاذبة هو الحسين الشهيد، فنحن عندما نقرأ عنه لا نتخيل وجود شخص بهذه العظمة، وهذه القدرة على التضحية، ولو كان الحسين عندنا لغزونا العالم به.

  • إن هذا المدخل إلى موضوعنا «القيادة الاستراتيجية للإمام الحسين ع»، ندرك عِظم ما قام به الإمام الحسين ع كقائد ااستراتيجي فروح القيادة الاستراتيجية تتركز على الرؤية المستقبلية وتحديد الاتجاهات طويلة المدى ووضع الخطط التي تحقق النجاح على المدى الطويل والبعيد، بينما قد تركز أنماط القيادة الأخرى على حصد النجاحات المؤقتة والقصيرة المدى أو إدارة الأزمات.

  • معركة الطف لم تكن مجرد ساعات من نهار العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة، بل هي معركة الدهر كله، كانت تتويجا لجهود الأنبياء والأوصياء من زمن آدم ع إلى زمن الإمام الحسين ع وتمهيدا لدور الأئمة بعده.

  • معركة الطف للإزالة إلى اليوم، وستظل أبد الزمان تحقق الانتصارات؛ لأنها مصنع الأحرار ومدرسة لانتصار المظلومين ومشعل الوعي لا تخبو ناره.

  • يقول الهندوسي والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي تاملاس توندون: (هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى مدى الدهر، وتذكر على الدوام كمدرسة للبشرية كلها، وليست لطائفة معينة، ومن هنا ندرك مدى النجاح والانتصار الذي حققه الإمام الحسين كقائد استراتيجي عابر للزمان والمكان.

  • يقول الدكتور بولس الحلو:

  • (الحالة الحسينية ليست مقتصرة على الشيعة فحسب، إنما هل عامة وشاملة؛ ولهذا فإننا نجد أن ارتباط الثورة الحسينية بمبدأ مقارعة الظلم جعلها قريبة جداً من الإنسان (أيا كانت ديانته وعقيدته؛ لأنه ما دام هناك ظالم ومظلوم فلا بد أن يكون هناك يزيد والحسين كرمزين أساسيين لكل من الجهتين.

  • فما هي القيادة الاستراتيجية التي نريد أن نقف اليوم على معالمها، ونستلهم بعض دروسها من الإمام الحسين ع.

  • يمكن تعريف القيادة الاستراتيجية بأنها القدرة على تحديد رؤية واضحة للمستقبل وتحديد الأهداف بحسب هذه الرؤية ووضع الخطط الدقيقة لتحقيقها وتنفيذها بنجاح، وأهمهما في القيادة الاستراتيجية هو استمرارية النجاح.

  • ولا بد لنجاح القيادة الاستراتيجية من توفر أربعة عناصر وهي:

  • *التصور الاستراتيجي: وتعني القدرة على تحديد رؤية واضحة للمستقبل _وضع خطط لتحقيق هذه الرؤية.

  • والقدرة العملية: وتعني القدرة على تنفيذ الخطط الاستراتيجية وتحقيق الأهداف المرجوة.

  • *الأشخاص أو الاتباع: تعني القدرة على بناء فريق قوي وفعال وتحفيزهم لتحقيق الأهداف.

  • * الإسقاط: وهي القدرة على توقع المستقبل واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة.

  • لذا كان لا بد لنجاح القائد الاستراتيجي أن يمتلك عدة مهارات:

  • * الرؤية: فهو يتمتع بالتفكير الإبداعي؛ مما يمكنه من فهم الواقع هما شاملا، ولديه إدراك دقيق لإمكانات وتحديات المستقبل، وقدرة على وضع الخطط المناسبة لمواجهة أي تحديات تطرأ.

  • وبدون هذه الرؤية الواضحة لا يمكن أن يحقق النجاح على المدى الطويل.

  • * القدرة على اتخاذ القرارات المدروسة: القائد الاستراتيجي لا يتعامل دائما مع ظروف واضحة ومعلومات كاملة، لذا يكون أمام تحدي اتخاذ القرارات بناء على مما يملكه من رؤية تحليلية للواقع والظروف واستشراف للمستقبل. وهي مهارة يندر من يمتلكها.

  • * القدرة على التكيف: لقائد الاستراتيجي يضع كافة الاحتمالات في حسبانه ولديه القدرة على الاستجابة السريعة للظروف المتغيرة واتخاذ خطط بديلة.

  • * استقطاب الكفاءات:

  • الموارد البشرية هم رأس المال في الخطة الاستراتيجية، فلكل قائد لا بد من مقود وإلا لم يصدق عليه عنوان القائد، وعليه، فإن القائد الاستراتيجي يستقطب اتباعه بعناية ويختارهم بدقة، ويكون واضحا معهم، ويقدم رؤيته وأهدافه لهم بشفافية تامة.

  • * الذكاء العاطفي: الذكاء العاطفي من أهم دعامات لتواصل الإيجابي وبناء الثقة بين القائد وأتباعه، مما يعمل على تحفيز الاتباع وإلهامهم.

  • والذكاء العاطفي فيه جانبان:

  • *الجانب الأول: الوعي الذاتي: وهو إدراك القائد لمشاعره والفهم الواضح لنقاط الضعف والقوة والقيم والعواطف، والقدرة على التحكم لعواطفه وحفاظه على رباطة جأشه في أصعب المواقف واتخاذ قرارات عقلانية رغم الضغوط.

  • *الجانب الثاني وهو القدرة على التعاطف مع الآخرين، مما يؤهله لفهم مشاعرهم والاستجابة لهم بطريقة تترجم فهمه ودعمه لهم، مما يعزز بناء الثقة والتواصل الإيجابي معهم.

  • *التفكير النظمي: وهو القدرة على رؤية الصورة الأكبر من خلال تفاعلات الأجزاء الأصغر، فالقائد الاستراتيجي لا يركز على الأجزاء منفردة، ولا يضع خططاً منفصلة لكل جزء من دون أن يكون تنسيق بين هذه الخطط ليكون نجاحها بمجموعها مكونا لتحقيق الصورة الأكبر.

  • *الحفاظ على القيم والثوابت الأخلاقية: تقع على عاتق القائد الاستراتيجي مسؤولية أن يكون قدوة لأتباعه في القيم الأخلاقية في قراراته وخططه الاستراتيجية وآلية تنفيذها.

  • القيادة الاستراتيجية للإمام الحسين عليه السلام

  • قيادة الإمام الحسين ع في واقعة الطف هي القيادة المثالية أياً كان نمط القيادة محور البحث، بل إن وضع الأسس الصحيحة لأي نمط من أنماط القيادة لا يتحقق إلا بالتحليل العلمي واستلهام الدروس من واقعة الطف.

  • رؤية الإمام الحسين عليه السلام

  • وفيما يخص القيادة الاستراتيجية، كانت رؤية الإمام الحسين ع للواقع والأخطار المحدقة بالإسلام لا تنحصر في فترة زمنية معينة، ولم تكن القضية قضية حكم ووكرسي، بل قضية منهج أموي يسعى للقضاء على الإسلام والعودة بالأمة إلى الجاهلية، وقضية أمة مسلوبة الإرادة، مقزمة الوعي، مشلولة التمييز بين الحق والباطل وإن ميزت، فإنها لا تتحمل مسؤوليتها في مواجهة الباطل. كانت نهضة الإمام الحسين ع بهدف الإصلاح وإحياء القيم الإسلامية.

  • هذه النهضة لم تكن بدافع استرجاع حكم مسلوب، ولم يكن خروج الإمام الحسين ع؛ لأن يزيد طالبه بالبيعة وإلا قتله، بل حتى لو لم يكن مطالبا بالبيعة لكان للحسين ع الخطة نفسها.

  • فقد أعلنها الإمام واضحة صريحة منذ بداية حركته: «إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».

  • يقول السيد عباس الموسوي (قدس سره):

  • (الإمام الحسين (ع) أراد أن يرد معالم دين الله إلى المجتمع، إلى الأمة الإسلامية والدولة الإسلامية أراد أن يقيم ما تعطل من حدود الله على يد يزيد بن معاوية، ثم كان هدفه الأهم أن يأمن المظلومين)

  • لقد أراد بنو أمية تمييع قضية الحسين ع، ويجعلوها قضية شخصية وحرب بين صاحب سلطة شرعي بحسب ادعائهم وبين خارج يريد أن يستولي على الحكم، قد أرادوا إبعاد الأهداف الرسالية والمبادئ والقيم الدينية عن نهضة الإمام الحسين، لكن الإمام أبطل مخططهم.

  • اتخاذ القرارات

  • حتى في أصعب المواقف والمتغيرات والتحديات التي واجهت الحسين -عليه السلام- كان قادرا على اتخاذ القرارات الاستراتيجية المهمة، فلم تكن قراراته عشوائية، بل منبثقة من وعي عميق وإحاطة بجميع المتغيرات وإدراك لكل الأمور المتوقعة، فالبصيرة النافذة والقدرة على تحليل الأمور، والوعي الديني وإدراكه للمسؤولية الملقاة على عاتقه وتحديد هدفه بجلاء تام كانت سببا لتحقيق هذا النصر الخالد على مدى الزمان.

  • القدرة على التكيف

  • قدرة الإمام الحسين ع على الاستجابة السريعة للتحولات والتغيرات، وأبرز مثال أن سقوط الكوفة من معادلة النصرة للإمام لم يثنه عن هدفه، بل أصبحت المواجهة مع ثلة مؤمنة مخلصة ضد جيش جرار هي السبيل لتحقيق الهدف.

  • هذا فضلا عن التكتيكات العسكرية العديدة التي اتخذها الإمام الحسين لإيلام العدو وإيقاع أكبر عدد من القتلى بين صفوفه ليكون ذلك بمثابة نشر للواقعة بين الناس، والتي أراد جيش يزيد أن تدفن في محلها وتنسى.

  • استقطاب الكفاءات

  • أصحاب الإمام الحسين ع خيرة الأصحاب، وهو يقول عنهم:

  • (فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر، ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيرا)٠ وهذا الوسام الذي شرف به أصحابه ليس مختصا في زمانه فقط، بل هو ممتد الأثر في طول الزمان.

  • لقد استطاع الإمام الحسين ع بما يملكه من قدرات وقابليات من التأثير في أصحابه، حتى أخرج أفضل مما فيهم، وارتفع بمستوى ووعيهم، كان لهم هذا الأداء الباهر، حتى إن أحدهم ليقول: (والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، يفعل ذلك في سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا)

  • الذكاء العاطفي

  • للإمام الحسين ع أعلى مستوى من الذكاء العاطفي، فنجده خلال المعركة، وبالرغم من مقتل أهل بيته وأصحابه واشتداد العطش به وبعياله، كانت حالته كما وصفه عبد الله بن عمار بن يغوث (ما رأيت مكثورا قط قد قتل وولده، وأهل بيته وصحبه أربط جأشا منه، ولا أمضى جنانا، ولا أجرأ مقدما. ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد ففيها، ولم يثبت له أحد)

  • أما مع الآخرين، فقد كان يحسن الاستماع والإنصات والتواضع وقبول المشورة، ويعامل الجميع بالسواسية والعدل، وكانت رحمته لأعدائه كما كانت لأصحابه، فهذا صاحبه الذي كان ابنه أسيرا ليلة عاشوراء طلب منه الإمام الحسين أن يذهب لفك أسر ولده وفديته، إلا أنه رفض التخلي عن الإمام. وكان يمشي إلى كل من كان يسقط من أنصاره، وأهل بيته في أرض المعركة.

  • وكان الحسين ينصح أعداءه، يذكرهم بكلام رسول الله ص رأفة بهم، ويردهم عما هم مقبلون عليه من شر لأنفسهم.

  • أما السيدة زينب عليها السلام، فقد طلب منها أن تتعزى بعزاء الله، وأن ترضى بقضاء الله وقدره، كان رد السيد زينب عليها السلام على ابن زياد: عندما سألها كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل ببيتك، فقالت عليها السلام: (ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم)

  • التفكير التنظيمي

  • المثال الأبرز للتفكير التنظيمي، أن الحسين ع أدار المعركة حتى بعد استشهاده، فواقعة كربلاء لها شقان، شق قبل الاستشهاد، وشق بعده، والشق الثاني لا يقل أهمية عن الأول، وهو مرحلة الأسر والسبي وهي المرحلة الإعلامية التي لولاها لكانت دثرت عاشوراء ونسيت، إلا أن قافلة السبي كانت المتحدث الإعلامي بلسان الحسين ع،، ومن هنا نفهم سبب اصطحابه النساء والأطفال معه، وإن لم يكن السبب الوحيد، إلا أنه الأهم.. التفكير التنظيمي للإمام الحسين ع جعل الصورة متكاملة، وجع لكل جزء من الأحداث يصب في تحقيق الغاية التي خرج لأجلها الحسين ع.

  • الحفاظ على القيم والثوابت الأخلاقية

  • لقد كره الإمام الحسين ع أن يبدأ القتال مع خصومه، وتعامل مع جيش الحر الذي جاء للمحاصرته، ومنعه من الوصول إلى الكوفة تعامل معهم بكل إنسانية، وسقاهم الماء هم وخيولهم عندما اشتد بهم العطش، ولم يمنعهم الماء كما فعل جيش عمر بن سعد.

  • والأهم من ذلك كله أن خروجه في أصله لأجل الحفاظ على القيم والثوابت الدينية والأخلاقية.

  • لقد استطاع الإمام الحسين عليه السلام تحرير إرادة الأمة، وأعاد للدين رونقه وعزته، وربى الأمة على رفض الظلم والطغيان، التضحية والبذل لأجل الدين، واستطاع الوصول بالأمة اإلى مرحلة التسليم إلى الله.

  • لقد حققت الثورة الحسينية الرؤية الاستراتيجية التي خطط لها الإمام بإلهام وعون إلهي، إذ امتدت هذه الثورة عبر الأجيال، وأصبحت نبراسا يضيء الطريق للثائرين كلهم، وحفظت المبادئ الإسلامية، وخلدت المبادئ والرؤى والأهداف التي نادت بها عاشوراء.

  • يقول الشيخ عبد الوهاب الكاشي: من كتابه (مأساة الحسين): « كل ما في عالمنا اليوم من إسلام ومسلمين بالمعنى الصحيح، فإنهما مدينان في البقاء لفضل ثورة الحسين (عليه السلام) وإن بقائهما أهم ثمرات تلك الثورة.»٠

  • فهل نُقدر الكنوز المعرفية التي خلفها لنا أئمة أهل البيت؟ هل وقفنا على سيرتهم وقفة حقيقية لنستلهم الدروس والعبر لبناء حاضر وصناعة مستقبل مشرق؟ أم أننا تركنا تراثهم بين دفات الكتب، وكنا مصداق مما قاله القس: (لو كان الحسين عندنا لفتحنا به العالم).

  • نحن اليوم أحوج من أي وقت مضى لدراسة سيرتهم دراسة مستفيضة وأخذ الدروس منها.

  • فعندما سأل (ونستون تشرشل) كيف يمكن للمرء أن يستعد لمواجهة تحدِّيات القيادة؟!، كان رد تشرشل حازمًا: «ادرس التاريخ. أدرس التاريخ. في التاريخ تكمن كل أسرار فن الحكم».

  • وتاريخ أهل البيت وسيرتهم هي المنبع الصافي لكل فنون القيادة الأصيلة المستمدة من المنهج الإلهي والمبادئ الإسلامية.

Next
Next

فرز المواقف في الثورة الحسينية